CSS-TV

حقق النادي الرياضي الصفاقسي في لقائه الجمعة الماضي ضد اهلي طرابلس الاهم الا وهو الترشح الى الدور القادم من مسابقة كأس الاتحاد الافريقي واخفق في المهم.وهو الاقناع وامتاع جمهوره الذي اكتظت به مدارج ملعب الطيب المهيري بعروض شيقة فكان الاداء باهتا وغير مثير بالرغم من التشجيعات المتواصلة لأحبائه.
المباراة لم ترتق في مجملها الى المستوى المطلوب.ولكنها حبست في كثير من فتراتها الانفاس للتشويق والغموض اللذين اكتنفاها ولعل ذلك يعود الى اهمية الرهان خاصة وان نتيجة مباراة الذهاب وهي التعادل السلبي بين الفريقين تركت الباب مفتوحا لكل الاحتمالات..فالنادي الصفاقسي كان مطالبا هذه المرة بالانتصار ولاشيء غيره للمرور الى الدور القادم..فكان اشد ما يخشاه ان ينهزم او ان يكتفي بالتعادل في هذا اللقاء.
فيما راهن الاهلي على الدفاع لاحتواء عمليات منافسه الهجومية والتي قرأ لها ألف حساب..وهو ما جسمته بالخصوص الخطة الحذرة التي اعتمدها في بداية اللقاء بتعزيز خطه الخلفي بما لا يقل عن خمسة مدافعين قارين.وهم على وجه التحديد الظهيران ابوبكر حرك ومحمد المغربي ولاعبا المحور الدفاعي موسى كوليبالي واحمد التوارغي اضافة الى سيكو فاتيغا الذي عاضد باستمرار الظهير الايمن لاغلاق منافذ التسرب من الرواق وزكريا اللافي المتمركز في المحور الدفاعي..هذا الاسلوب الحذر عطل عمليات النادي الصفاقسي ومنعه من الاقتراب من مرمى الحارس جمعة قطيط خاصة وان بقية اللاعبين بمن فيهم قلب الهجوم اسامة الفزاني كانوا يتقاسمون عملية المراقبة على مستوى منطقة وسط الميدان ويحاولون فور امتلاك الكرة عكس الهجومات في محاولة لمباغتة دفاع النادي الصفاقسي.
ما لم يقرأ له المدرب الليبي حسابا
كان هذا هو الرسم التكتيكي الذي اعتمده المدرب الجديد لاهلي طرابلس عادل خزام بعد استقالة المدرب السابق محمد الخمسي لاسباب صحية.لكنه لم يقرأ حسابا للتصويبات الصاروخية من مساحات بعيدة كتلك التي سددها المدافع الايمن مامان يوسفو والتي زادتها الريح التي كانت تنفخ بقوة سرعة فاستقرت في الزاوية العليا لمرمى الحارس الليبي.
كان ذلك مع مطلع الدقيقة 28. وهو الهدف الذي شكل المنعرج الحاسم للقاء حيث ان كل المحاولات الاخرى باءت بالفشل .. وعلى نتيجة هدف لصفر لصالح زملاء الحارس اليقظ جاسم الخلوفي انتهت المباراة رغم السيطرة الميدانية التي فرضها الضيوف في العشرين دقيقة الاخيرة من عمر اللقاء والتي مرّ فيها النادي الصفاقسي بفترات عصيبة لكنه خرج منها بسلام.
حسن تعامل النادي الصفاقسي مع مجريات اللقاء
وهو ما اعتبره مدربه الكراوتي لوكا بيروزوفيتش مؤشرا مهما على قوة شخصية فريقه وقدرته على التعامل مع مختلف المراحل التي قد تمرّ بها المباراة بالحرفية المطلوبة. وقال في هذا الصد «أنا مرتاح للنتيجة التي تحققت على حساب فريق يفرض الاحترام بحسن ادائه الفردي والجماعي...ورغم الصعوبات التي مررنا بها فاننا لم نفقد توازننا الجماعي بل اننا كدنا ندعم تفوقنا بهدف آخر او اثنين لولا التسرع في التصويب وحسن تمركز الحارس المنافس».
ونوه المدرب لوكا خاصة بالمستوى الجيد الذي لعب به قائد فريق اهلي طرابلسي احمد سعد الذي كان احسن لاعب على الميدان : «انه الدينامو المحرك لفريقه والقائد الذي كان ينسق مختلف عملياته الهجومية ورغم المراقبة التي حاولنا بواسطتها الحدّ من مجال تحركاته الا انه بقي يشكل مصدر خطر على دفاعنا».
تعديلات على الرسوم التكتيكية للمنافس
أما من الجانب الليبي فان الانسحاب المبكر من السباق ترك بصماته على مختلف افراد البعثة ... لكن الذي خفف من وقع الهزيمة هو الوجه المشرف الذي بدا عليه الفريق خاصة خلال الفترة الثانية من اللعب : «حاولنا الرفع من نسق اللعب في النصف ساعة الاخير من اللقاء ونجحنا في ذلك خاصة باقحام مهاجمين اضافيين عوضا عن مدافع ولاعب وسط لكن النجاعة خانتنا وحرمتنا من تجسيم بعض الفرص السانحة والتي كان يمكننا ان نفتح بها باب الترشح للدور المقبل من السباق». هذا ما اكده المدرب عادل خزام مهنئا في ذات الوقت النادي الصفاقسي بانتصاره المستحق ومتمنيا له مسيرة موفقة في باقي السباق.

رشيد العيادي