CSS-TV

قدّم النادي الصفاقسي أداء ممتازا بل إنه قدّم أفضل مباراة له منذ سنوات عديدة ويعود ذلك إلى عدة عوامل أهمها بالتأكيد التحضير الجيّد للمقابلة تكتيكيا إذ فضّل لوكا اللعب بطريقة أو على الأقل بتشكيلة دفاعية مع الاعتماد على توري من الجهة اليمنى ومعلول من الجهة اليسرى ومهاجم واحد هو حمزة يونس وكان أكد قبل اللقاء في وسائل الإعلام أن الإفريقي يتمتع بأفضلية وهو اختيار مدروس لأن هذه التصريحات تؤثر على المنافس وتصيبه بالغرور.
في المقابل عوّل مدرب الإفريقي الحبيب الماجري على تشكيلة متوازنة وذلك باعتماد مهاجمين وخلفهما لاعبا وسط ميدان هجوميان هما السلامي والمليتي وهو نفس الرسم الذي فاز بفضله الإفريقي على النجم الساحلي وكان اللقاء متوازنا مع أفضلية نسبية للإفريقي في بداية اللقاء.
هفوة من مدرب مبتدئ ـ 1 ـ
عند خروج أنيس بوجلبان في بداية اللقاء بسبب الإصابة كان المدرب مطالبا بتعويضه بلاعب له نفس الخصال وذلك للحفاظ على توازن الفريق لكن المدرب فضّل إدخال نور حضرية وهو لاعب هجومي فأصبح التوازن مفقودا وبدا ذلك واضحا في هدف النادي الصفاقسي بعد أن تقدّم زعيم دون مضايقة وسدّد وكان على مدرب الإفريقي أن يتفطن إلى هذا الخلل ويصلحه لكنه فعل العكس.
هفوة من مدرب مبتدئ ـ 2 ـ
الهفوة الثانية كانت بعد إقصاء وسام يحيى الذي يلعب في مركز ظهير أيمن وكان المدرب مطالبا بالتحرك بعد أن خسر لاعبين يقومان بواجب دفاعي (وسام يحيى وأنيس بوجلبان) وكانت المفاجأة التي لا توصف بتحويل المليتي إلى الجهة اليمنى (ظهير أيمن) وبما أن هذا اللاعب لا يمكنه أن يكون مدافعا فقد تحول إلى مهاجم لكن بأزياء النادي الصفاقسي وهذا ليس استنقاصا من قيمة المليتي ولكن هذا الاختيار يطرح الكثير من الأسئلة بخصوص اختيارات المدرب الحبيب الماجري وكذلك بشأن اختيارات الهيئة المديرة للإفريقي التي عينته مدربا.
برافو لوكا
بالمقارنة مع مدرب الإفريقي الحبيب الماجري فإن مدرب النادي الصفاقسي السيد لوكا بيتزولوفيتش استحقّ أن يرفع له الجميع القبعة بفضل اختياراته إذ تبين أنه يعرف المنافس جيّدا ويعرف خصاله ونقاط قوته وضعفه وكان مدرب النادي الصفاقسي ركّز تركيزا كليا على الجهة اليسرى للإفريقي أين يوجد مهدي مرياح ولكنه تفطن أثناء اللقاء أن المليتي (الظهير الأيمن الجديد) ضعيف من حيث القيام بالواجب الدفاعي فتغير تركيز نادي عاصمة الجنوب إلى الجهة اليمنى لدفاع الإفريقي وكان له ما أراد ولذلك لا بد من التأكيد أن هذا المدرب الذي حاصرته الانتقادات في الفترة الأخيرة بسبب اختياراته وتهميشه لدور المساعدين كان محقا في ذلك وهو يعرف ماذا يفعل.

فرج الفجاري